نشب تنازع كبير بين علماء الآثار في شأن مكان دفن ملك أوروبي توفي قبل أكثر من ألف عام؛ لكنه لا يزال باقياً من خلال إطلاق اسمه على تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي المعروفة بـ«بلوتوث». وتشير كتب تاريخ العصور الوسطى إلى أن ملك الدنمارك هارالد «بلوتوث» غورمسون لقب بـ«بلوتوث» لأن إحدى أسنانه كانت زرقاء اللون. وكان الملك بلوتوث يحكم مملكة تشمل الدنمارك، وشمال ألمانيا، وأجزاء من السويد والنرويج. وينتمي الى قبيلة الفايكينغ التي احتلت أرجاء واسعة من القارة الأوروبية. واختارت شركة أريكسون السويدية للاتصالات أن تطلق على تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية لقبه (بلوتوث)، كناية عن تقديرها لقيامه بتوحيد أقطار إسكندنافيا إبان حياته. وتم تصميم شعار تكنولوجيا بلوتوث من الأحرف الإسكندنافية التي تشير الى الحرفين الأولين من اسمه ولقبه (HB). وتشير وثائق العصور الوسطى إلى أن الملك بلوتوث دفن بمنطقة روسكيلد بالدنمارك في نهاية القرن الميلادي العاشر. غير أن عالم آثار سويدياً وباحثين بولنديين اختلفوا في شأن مكان دفن الملك الدنماركي. فقد ذهب مؤلف كتاب «بولندا في عهد الفايكينغ» ميريك كريدا إلى أنه استطاع العثور على قبر بلوتوث أسفل كنيسة كاثوليكية في بلدة ويجو البولندية. غير أن عالم الآثار السويدي سفن روسبورن تمسك بأن بلوتوث تم دفنه في موطنه الأم الدنمارك. وتوفي الملك هارلاند بلوتوث في سنة 985 بعد الميلاد. ويرجح المؤرخون أن وفاته حدثت في بلدة جوسمبورغ، التي تعرف حالياً بقرية ويجيكو في بولندا.